webnovel

الفصل الواحد و الثلاثون

الفصل الواحد والثلاثون

"اذا..."

بدأ نيكولاس حديثه وهو ينظر الي الحائط مرة أخرى

"اخبرني مرة أخرى لماذا وضعتها هنا ؟"

سأل نيكولاس الرجل وهو ينظر الي اللوحة المُعلقة بمنتصف الحجرة وقد اخفت ما تبقي من النقوش علي الحائط اسفلها

ابتسم الرجل بخُبث وهو يمر بأرجاء الحجرة الفارغة تقريباً , ينظر لانعكاس صورته في المرايا حوله

"اوه صدقني...ستشكرني لاحقاً لأني وضعتها في اكثر الاماكن بُعداً عنها "

لم يفهم نيكولاس عما يتحدث او من يقصد، لكنه لم يهتم...لقد اعتاد غرابته منذ صغره

وحسبما يعرف، فإن إيراخون لم يكن يقصد شراً ولكن أيضاً ليس الي حد الوثوق به بسهوله...

ولكنه مازال لم يفهم إن كانت اللوحة لا تقدر بثمن كما يقول وإن لم يهتم نيكولاس حقاً بالفن...لما اصر علي وضعها بالقصر الاسود بدلاً من القصر الرئيسي ؟

"اذا لماذا احضرتها من الاساس ؟"

اعاد نيكولاس سؤال الرجل الذي اخفت قبعته نصف وجهه، وإن كانت عيناه الخضراء مازالت تلمع من اسفلها

"صدقني لم ارد هذا أيضاً لكن..."

زفر وهو يقطب حاجبيه مدعياً الحزن بطفوليه لا تتناسب مع عمرة الذي يقارب الاربعين... وإن لم تبدوا هيئته الا كشاب اصغر من الثلاثين

وقف امام اللوحة وهو يمرر اصابعه المغطاة بقفازه الجلدي علي اطارها، وقد اختفت جميع علامات الدعابة من علي وجهه وان لم يتمكن نيكولاس الذي وقف خلفه من رؤيه هذا

"هذا امر يتوجب علي فعله "

حل الصمت بينهما للحظات

وقبل أن يفسح مجالاً اخر للأسئلة قرر تغيير الحديث وهو يتجه نحو باب القاعة

"هل علمت كم هي جميله اميره ليفيون ؟ اتمني حقاً رؤيتها اليوم.. "

بدأ يثرثر بينما خرج نيكولاس واعاد ترتيب حجاره البوابة لتغلق مرة أخرى قبل ان يركز فعلياً فيما يقوله

ولنيكولاس ليس الهراء عن الأميرة lبالتأكيد بل الجزء الخاص برؤيتها هو الذي استرعى انتباهه

"استحضر حفل اليوم ؟"

امال إيراخون رأسه جانباً في عدم فهم

"ولم لا...؟ الم ترسل لي الدعوة ؟"

قطب نيكولاس حاجباه في تعجب

"اجل...لكن لم اظن حقاً انك ستحضر...انت لم تحضر أيا من الاحتفالات السابقة ؟"

"وماذا في ذلك ؟! صودف اني بالمدينة وانك تقيم حفلاً والذي بالمصادفة أيضاً انا في مزاج جيد لحضوره...الا يمكنني ذلك ؟ "

"العديد من المصادفات..."

نظر نيكولاس له بشك...

"إنه القدر "

هتف إيراخون وقد عادت ابتسامته الماكرة مرة أخرى

هز نيكولاس رأسه بملل في عدم تصديق لكلماته التي لا تشكل معني بالنسبة اليه

وهو يسرع بتقدمه بعده خطوات قبل ان يبدأ في الحديث عن القدر...وهو الامر الذي لم يرغب نيكولاس بتضييع وقته عليه...

...........

"صانع اللِوح ؟ "

اعادت إيلا تكرار ما سمعته من كاثرين

قبل أن تسألها مرة أخرى

"اجل...هذا هو ما اشتهر به هنا انه..."

قاطعتها دارسينا

"سمعت حين كنت في مدينتي من قبل...انه كان مشعوذاً "

"اوه كلا...انا أيضاً سمعت مسبقاً انه معالج...وغيره وغيره من الاشاعات...لكني واثقه من ان من بالمدينة هنا لقبوه بصانع اللوح!"

استطاعت إيلا اخيرا تجميع ما يقولوه برأسها

"أتقصدين مثل رسام ؟ يرسم اللوح ؟"

"كلا...لا أظن أنه يرسمها...لكن لا أحد يعلم مصدرها!!"

اجابت كاثرين مما أدى إلى زيادة تعجب إيلا وعدم فهمها

"ماذا تعنين بهذا ؟"

سألتها مرة أخرى وهي لا تفهم...كيف يصنع اللوح أن كان لا يرسُمها

"اعني انه يُحضر لوحات...غير معروفة ويبيعها بثمن لا يقدر لذلك هو فعلياً...من يصنع قيمهً لتلك اللوح"

أدى رد كاثرين إلى إجابة فضول إيلا وإثارة شيء آخر بداخلها

لم تعلم لما اعتراها هذا الشعور الذي لم تستطع وصفه، سواء كان قلقاً ام فضولاً

هل هذا لأنها اتت عبر لوحه ؟

ولكن هذا لا يعني ان جميع لوح العالم ستؤدي الي اثاره قلقها ؟

كما ان نيكولاس يملك العديد من اللوح المُعلقة بغرفته وبجميع انحاء القصر

لكن الي الآن لم تر اللوحة التي رأتها مسبقاً في المُتحف ولم تسبب اي لوحه هنا اي مشكله لها قبلاً

لذلك لما القلق ؟

بمجرد انتهاء حوارها مع كاثرين ودارسينا عادت لطبيعتها بعد أن تناست افكارها...

عادت الي حجرتها حين حان وقت تغيير ملابسها واستعدادها الي الحفل

امضت دارسينا الكثير من الوقت في العناية ببشرتها حين كانت تستحم سابقاً...ليس وكأنها تهتم حقاً لهذه الأشياء لكن اصرار دارسينا ومعرفه أن الحفل مهم جعلاها تتحمل ملل الساعات التي امضتها في وضع الزيوت المختلفة

اسرعت بالجلوس علي سريرها وهي تجفف شعرها بالمنشفة القطنية التي حملتها قبل أن تسمع صوت عتاب دارسينا وهي تغلق باب الغرفة خلفها

"اخبرتك اني سأجففه لكي لما تفعليه بنفسك ؟"

"لابأس حقاً ليس وكأني لا امتلك يدان لفعل ذلك!"

"اعلم هذا لكن..."

صمتت دارسينا للحظات وهي تفكر بتمعن في السبب وقد اقتنعت بما قالته إيلا حتي تذكرت..."مازال لا يمكنك!...انتِ الآن تُعدين من الطبقة الراقية...ولا يمكن لسيده من الطبقة الراقية أن تفعل ما يتوجب علي الخدم فعله!"

ضحكت إيلا باندهاش قبل ان تشير بأصبعها الي نفسها

"انا..؟! من الطبقة الراقية؟! كيف هذا ؟"

هي حقاً لم تقتنع ابداً بتعدد الطبقات في المجتمع

لا يجب ان يكون هناك تفرقه عنصريه بين البشر

ثم كيف اصبحت هي من الطبقة الراقية؟

"هذا لأنكِ...عازفه البلاط الملكي بالتأكيد! أتعلمين...كم هو صعب الحصول علي هذا اللقب ؟ قليل فقط من يتمكنون من عزف تلك الآلات و نادراً ما يكون منهم من يبرع بالعزف بمثل درجتك!"

اخبرتها دارسينا وهي تتجنب عدم ذكر أنه فقط بكونها امرأة جلالته بالفعل هي أصبحت أعلى من أرقى طبقات المجتمع

"هل الأمر كذلك؟ "

عقبت إيلا غير مقتنعة إلى حد ما

فهي لا ترى نفسها سوي فتاة عادية مثلها كمثل باقي البشر

"هل اخبرك جدول الحفل الآن ؟ "

"أيوجد واحد ؟!"

"بالتأكيد يوجد جدول لكل حفل يتم إعداده...وهذا بالأخص أكثر أهمية بسبب قدوم مبعوثون ليفيون الي هنا لأجل توثيق اتحاد مملكتهم مع مملكتنا"

"أجل...أظن أني سمعت هذا من قبل "

تذكرت إيلا حين اخبرها نيكولاس عن سبب الاحتفال من قبل

"لكن...لأخبرك الصدق في الواقع ما هذا التحالف الا بمزيف!"

"ماذا تعنين بهذا ؟ "

"أعني انه مزيف لآنه ليس تحالفاً بمعني الكلمة...لقد حاصرهم جلالته من كل ناحية حتي لم يبق لهم طريق سوي الخضوع لدولستينا...لذلك كلمة تحالف ماهي حقاً الا كذبة"

"كذبه...؟"

أخفضت إيلا رأسها وهي تشعر بالحزن نوعاً ما...

لم قد تهجم دوله علي أخرى ؟

ليس وكأن نيكولاس يحتاج إلى شيء

لابد أن لديه سبباً هاماً يجعله يفعل هذا

"اجل كذبه...بل وتعلمين امراً...لم يقبل جلالته سوي بقدوم فردان فقط من مملكة ليفيون! لابد أن تلك الأميرة تشعر بالمذلة الآن..."

طغي صوت دارسينا بعض الحزن وهي تقول نهاية جملتها

ظنت إيلا أن هذا لأسفها واشفاقها علي تلك الأميرة

وإن لم تعلم ان هذا لأنها قد مرت بهذا من قبل

ما أن انتبهت إيلا للجزء المتعلق بالأميرة حتي سألتها

"أستأتى أميره الي هنا ؟"

"اجل...فقط الأميرة ونائب رئيس حرس ليفيون من تم دعوتهم "

تحمست إيلا لفكره رؤيتها لأميرة حقيقية وقبل ان تسأل عن المزيد من التفاصيل قاطعتها دارسينا بأخبارها الجدول

"يبدأ الحفل في السابعة...سيلقي جلالته كلمه علي ما اعتقد ان لم يجعل احد مستشاريه يفعل ذلك لأجله...في الثامنة بعد انتهاء تقديم المدعوين احترامهم لجلالته...اظن انه سيكون هناك وقت مفتوح حيث يستمتع المدعوين بوقتهم تعلمين.. الثرثرة والرقص...هذا لا يهم...المهم هو...انك تعزفين في التاسعة!!"

"ماذا ؟!"

نهضت إيلا من حيث كانت اثر سماع المفاجأة

"لماذا لم يخبرني احد من قبل ؟ كنت سأقوم بتجهيز احد المقطوعات المُلائمة!!"

"اوه...لا تقلقي فعزفك رائع للغاية اي شيء سيفي بالغرض، كما أن جلالته...يحب اي شيء يخرج من تحت اصابعك لذلك حتي اذا قررتِ ضرب مفاتيح الهاربسكورد بعشوائية سيحبه أيضاً..."

ابتسمت إيلا للحظات وهي تشعر بالخجل، وقد نجحت دارسينا بإلهائها وإبعاد التوتر عنها

لكن لم تمر سوي بضع دقائق حتي انشغلت إيلا بالتفكير بما ستعزفه مرة أخرى...كان عليها التدرب حتي ولو لمرة بمفردها، قبل أن تعزف علي الملأ

أخرجها من شرودها صوت دارسينا وهي تذهب لتحضر ثوب لها من الخزانة لكنها تعجبت لرؤيتها تخرج بثوب لم تره من قبل

"هل كان هذا الثوب موجودٌ من قبل؟"

سألت وهي تنظر الي الثوب الذي كان بلا اكمام و تقسمت اجزاءه ما بين اللون الاسود والابيض وقد ملأه تطريز ونقوش ذهبيه لامعه، كان الثوب يصرخ بالفخامة والأناقة

وبالفعل شعرت ان عيناها تؤلمها لمجرد رؤيه ثوب بهذا المستوي

"الا يمكنني ارتداء شيء...اكثر...هدوءً ؟"

"كلا...لا يمكنك!! لقد ارسله جلالته خصيصاً لكِ "

شعرت إيلا بالتعجب لإرساله ثوباً لها وخزانتها مملؤة عن اخرها بالملابس...لكن سرعان ما بدأت دارسينا بإعدادها للحفل...وما أن انتهت من ارتداء الثوب واوشكت

دارسينا علي انهاء تصفيف شعرها حتي فوجئت بشيء آخر

"انتظري لحظه!! ما هذه ؟!! "

اشارت إيلا بدهشه الي الجوهرة الحمراء الكبيرة التي حملتها دارسينا بيدها

"اوه...هذه ؟ من الجيد انك سألتي! لقد اعدها جلالته مخصوصاً لكي وطلب مني وضعها لكِ انظري انها ملصقه برباط من الذهب الخالص سأضعها حول شعرك "

شعرت إيلا بالثقل اكبر في قلبها كيف لها ان ترتدي شيئاً بهذا السطوع ؟!..لكنها لم تعترض حين وضعتها دارسينا حول شعرها الملفوف في شكل دائرة وكالعادة انزلت بعض الخصل علي جانبي رأسها...

..........

ندمت إيلا علي عدم طلبها من دارسينا ان تخلع تلك الحُلية من رأسها

لقد اعتراها الحرج الشديد حين دخلت القاعة ووقعت انظار الجميع عليها...فحقاً تلك الملابس فقط تبرز للغاية!!، وهذا هو عكس ما تريده تماماً

وضعت إيلا يدها علي وجهها في حرج وهي تتمني فقط الا ينظر اليها احد

لم تشعر إيلا بالوحدة هذه المرة حيث ان بعض من النساء الذين كانوا يتحدثون معها باخر حفل اتوا مرة أخرى ليقنعوها بإعطاء فتياتهن دروساً بالعزف

لكن لم يدم الحوار طويلاً حيث عم الصمت فور دخول نيكولاس الي قاعه الحفل وفقط حينها وقعت مفاجأة أخرى علي رأس إيلا

لم تصدق عيناها حين رأته حقاً قبل ان تصدر ضحكه صغيره منها...فقد ارتدي حُله مماثله لثوبها

نفس الالوان ونفس التطريز الذهبي اللامع، حتي انه كان يوجد مجوهره حمراء ساطعه معقله علي الحُلة ما بين كتفه وصدره

شعرت إيلا بالسعادة للحظات قبل ان تشعر بنظرات من حولها تزداد الي الضِعف، حتي ان السيدة التي كانت بجوارها ظلت تنظر ما بين ثوبها وحله نيكولاس فتره طويله من الوقت

لكن سرعان ما التفتت الانظار حين أعلن المرسوم الملكي عن أميرة ليفيون التي تقدمت لتقدم احترامها لنيكولاس

اعجبت إيلا حقاً بكيف بدت تلك الأميرة تقف وقد حملت اطلالتها كل الوقار والاحترام

حينها ظنت إيلا ان ربما هذا ما يعنيه كون الفرد اميراً او اميره فقد حملت...تلك الهالة الملكية حولها، كانت ذات شعر بني داكن واعين زرقاء ولديها هذا الجمال الباهر للاعين

يكفي فقط اصطفاف الرجال حولها ينظرون لها بأعجاب

تقدمت بخطي واثقه الي حيث نيكولاس ومن ثم انحنت في احترام قبل ان تتحدث لنيكولاس في شيء ما

لم تستطع إيلا معرفته من حيث وقفت...وربما اشعرها هذا بقليل من...خيبه الامل لكنها سرعان ما ابعدت نظرها عن نيكولاس وهي تكمل حديثها مع النساء

.........

لم يكن الحال نفسه لنيكولاس الذي استند بوجهه علي احدي يديه في ملل

وانتظر بفارغ الصبر انتهاء هذه اللائحة الطويلة من تقدم المدعون واحدًا تلو الآخر لتقديم احترامهم

بحث بعينيه مرة أخرى عن إيلا وقد التقطتها وهي تقف في احد ارجاء القاعة تتحدث مع بعض النساء و تمني ان يكون هو الواقف بدلاً منهم وقد اشتاق اليها بالفعل

"داميل...كم تبقي منهم ؟ "

سأل مستشاره الذي وقف بجوار عرشه وقد تقدم حال سماع اسمه

اشار داميل الي المرسوم الواقف في مقدمه السُلم الذي فصلهم عن المدعوين بالأسفل

ما ان ارسل المرسوم اشارته بالأسفل حتي اخفض صوته وهو يتحدث..."عشرون من سبعون جلالتك "

"عشرون ؟"

كرر نيكولاس العدد بنبره اكثر مللاً وقد لاحظ داميل هذا وعلم ما سيأتي بعدها لذلك اسرع بالهمس مرة أخرى

"جلالتك من ضمنهم ثلاث مبعوثون لثلاث ممالك متحالفة معنا "

علي الرغم أن المعلومة قد وصلت الي نيكولاس، الا أنه قد اقتنع بالفعل بما في رأسه

شعر نيكولاس بالانتعاش فور نهوضه من المقعد

لكن استوقفه صوت داميل قبل ان يقرر ان يخطو الي الاسفل

"جلالتك!! ماذا عن المبعوثين ؟! " سأل داميل وقد بدأ يهلع

"لا بأس سأحدثهم لاحقاً بنفسي في الحفل اعدك بهذا.."

"لكن جلالتك!!..."

لم يستمع نيكولاس الي داميل الذي همس باسمه وقد ضرب بكفيه علي وجهه وهو يحاول ان يعيد نيكولاس الي مقعده

لم تفهم إيلا سبب ابتعاد السيدات عنها الا بعد ان أدارت رأسها

ورأت إيلاما كانوا ينظرون

لم تستطع اخفاء ابتسامتها حال رؤيتها لنيكولاس الذي وقف علي بُعد خطوات منها..

اسرعت بالذهاب اليه وقد امسكت بيده التي مدها اليها

"ما امر هذه الملابس ؟ "

وضعت يدها علي فمها في مزيج من السعادة والحرج

لترتسم ابتسامه علي وجهه قبل ان يجيبها بثقه

"ولم لا الم تعجبك ؟"

هزت إيلا رأسها نفياً

ربما كان الفستان مبهر للغاية بالنسبة لها وربما شعرت بقليل من الحرج

لكنها كانت سعيدة للغاية لانهما تشاركا الملابس نفسها كثنائي

"لكن لم...الملابس المتشابهة فجاه ؟"

نظر الي القاعة حولها للحظات قبل ان يهز كتفيه

"فقط...ليعلم الجميع لمن تنتمين "

شعرت بحراره جسدها ترتفع لم تتوقع ابداً من ان نيكولاس قد يفعل شيئاً كالملابس المشابهة

"هل هذا طفولي للغاية ؟ "

سألها وهو يذكر سخريه كالفن من الملابس حين اتي لتسليمها مسبقاً...

"اجل طفولي...لكني احببته!"

بتقرير أن هذا هو ما يُهمه

عاد خطوه للخلف قبل ان يمد يده اليها مرة أخرى، وهو يطلب منها أن تشرفه بهذه الرقصة

ولم تتردد إيلا للحظه بوضع يدها في يده

"اوه...أرى أن هناك من لديها ثقه كبيره للرقص اليوم "

رفعت رأسها عالياً وقد ابتسمت بثقه لا مثيل لها

"لا تستهن بدروس السيدة اليزابيث "

ضحك في متعه قبل أن يقودها الى منتصف القاعة حيث وقفت الموسيقي للحظات بانتظار جلالته في ان يبدأ

ما أن بدأ بالتحرك حتي بدأت الموسيقي مرة أخرى

وقد صدقت إيلا فهذه المرة لم تتعثر واستطاعت متابعه تحركاته...

لكنها لم تلبث لحظات حتي بطأت حركاتهما علي اثر اللحن

وقد اختالت إيلا العديد من المشاعر اثر سماعها لذلك اللحن عكس المرة السابقة كان لحنا حزيناً ذات نغمات بسيطة صادره من اندماج الحان آلات الكمان مع الهاربسكورد

الصمت الذي عم القاعة عدا بعض الهمسات الخفيفة

كذلك الموسيقي خلفها اشعرتها بالحزن والبرودة

لم يخرجها من ذلك سوي نيكولاس الذي همس بصوت منخفض فور ملاحظه أنها قد شردت بعقلها بعيداً

"ما الامر ؟ "

"فقط...الا تظن ان هذه الموسيقي حزينة ؟ "

"الموسيقي ؟ انها من مملكة ليفيون قد قدموا شرف عرضها في الحفل تبجيلاً للتحالف..."

لم تجب إيلا بينما ادارها نيكولاس مرة أخرى

قبل ان يعاود امساك يدها

اندهشت إيلا حين توقف نيكولاس فجأة

وكذلك توقف جميع من يرقص بالقاعة انتظاراً واحتراماً له

"هل اطلب منهم ايقافها وعزف شيء اخر ؟ "

نظرت إيلا بحرج الي الاشخاص حولها وقد توجهت انظارهم الي حيث وقفت هي ونيكولاس قبل ان تسرع بإمساك يده مرة أخرى

" كلا لا تفعل!!"

ليس معني ان الموسيقي حزينة ان عليه ايقافها بالإضافة الي انها ستشعر بالذنب والعبء اذا ما اوقفت شيء بهذه الأهمية

ما أن اعاد الحركة حتي استكمل جميع من حولهم

ابتسمت إيلا وهي تفكر في نفسها للحظات قبل ان ترفع رأسها لنيكولاس

"...تعلم...ربما كانت الموسيقي الحزينة...لكنها تذكرني بك "

"كيف هذا ؟"

سألها نيكولاس وهو لا يفهم ما تقصد

قامت إيلا بفرد اصابع يدها الممسكة بيد نيكولاس حتي اصبحت يداهما متلامسه باستقامة

وقد لاحظت كم كانت اصابعها اكثر قصراً من اصابع نيكولاس

لكنها زفرت بارتياح...

الحرارة التي خرجت من يده

ويده الأخرى التي امسكت بخصرها

جعلتها تشعر بالدفء...

علي الرغم من اللحن الذي اعطاها إحساساً بالغرابة وعدم الأُلفة

الا أنه ذكرها بدفء نيكولاس وتواجد معها

شعرت بأصابع نيكولاس تشابك اصابعها...

اسندت رأسها علي صدر نيكولاس وهي تشعر بالراحة والهدوء مرة أخرى وقد وقعت عينيها علي ايديهما المتشابكة

وتمنت بداخلها...الا تترك هذه اليد ابداً

"هل تشعرين بالتعب ؟"

ما أن سمعت نيكولاس حتي ازاحت رأسها مرة أخرى

"كلا...لا اشعر بالتعب...فقط تنقصني الطاقة قليلاً.."

اخبرته وهي تبحث بنظرها عن طاوله الطعام...

سيتوجب عليها الذهاب اليها فور انتهاء الرقصة...

تساءلت ما ان كان هناك كعك عليه قطع فراولة...هي تفضل هذه... والشوكولاتة أيضاً...وكعك التفاح أيضاً...العديد من الحلويات الشهية ملأت عقلها...

وفقط حين تخيلت مزاق الكعكة بفمها شعرت بشفتي نيكولاس تضع قبلة سريعة علي خدها...

اتسعت عيناها في دهشه وهي تدرك انه قد فعلها

وقبلها بالعلن مرة أخرى!

وقبل أن تدرك كانت قد فقدت توازنها وخطت علي قدمه بالفعل

كانت شاكره لأن اللحن أتى لنهايته...لم يلحظ احد امر القبلة او أنها خطت علي قدمه... هذا ما املته...

"نيكولاس! "

همست اسمه في عتاب

"ظننت انك كنتي واثقه من قدرتك ؟ اين ذهبت الدروس التي اخذتها...علي أن أوبخ السيدة اليزابيث حين اراها "

قال وهو يدعي الحزم، وإن خانته ابتسامته التي دلت علي استمتاعه

عبث حاجباها معاً وهي توجه نظرها له

"ومن السبب في هذا برأيك ؟"

"ماذا ؟! الستِ من قلتي أنه تنقصكِ الطاقة ؟"

لم تصدق نبرته الملائكية التي تحدث بها للتو...هو بالتأكيد يستمتع بهذا...مع ذلك مازالت حاولت التفسير له

"حين قلت انه تنقصني الطاقة عنيت انه علي الذهاب لتناول الطعام! لا ان..."

نظرت حولها للحظات قبل ان تستند بيداها علي ذراعيه وتقف علي اطراف اصابعها وهي تهمس في اذنه

"لا ان تقبلني!"

"لكني لم اقبلك...لقد كانت خطفهً سريعة علي وجنتك فحسب...لا داعي لان تحمري خجلاً لأجل شيء كهذا..."

لم تصدق ما اخبرها به للتو أهذا ما يظنه ؟

اعتدلت في وقفتها وهي تستعد للتصحيح

"اولا...لقد كانت قبله...مادامت شفتك قد لامست شيئاً ما...اي شيء اذا فهي تعد قبله.. ثانياً...انا لا احمر خجلاً لأني أريد هذا!"

ابتسم وهو يسقط إعجاباً بكيف وقفت بجديه تشرح له مثل هذا الامر

"اعلم أنكِ لا تحمرين لأنكِ تودين هذا...وهذا هو ما يجعلك لطيفه للغاية "

تسمرت إيلا في مكانها مرة أخرى حال سماعها اخر مقطع من جملته

أيقول انها لطيفه الآن ؟

"اوه، ها انت تحمرين مجدداً!"

قال بعبث بغرض مضايقتها وقد أدت كلامته الغرض

"هذا غير صحيح!"

قالت وهي تضع يديها علي وجهها

"بلي.. قليلاً بعد وستماثلين حمرة الطماطم "

"اوه!!..فقط لا تنظر لي!"

اخبرته وهي تستدير وقد وجهت ظهرها له في محاوله لإخفاء وجهها

"لا تستديري الآن لم تخفين..."

"جلالتك..!!"

تحدث صوت من خلف نيكولاس والذي ادي لإثاره دهشه كلا من نيكولاس وإيلا...وخاصتا نيكولاس الذي تعكر مزاجه حين ادرك صاحب الصوت...

"داميل..."

تحدث نيكولاس من بين اسنانه

"جلالتك...اتمني انك ما زلت تذكر انك قد وعدت بمقابله المبعوثين"

زفر نيكولاس في ضيق حين تذكر انه قد وعده بالفعل

مع انه فعل ذلك لأنه كان في عجله من امرة فقط

بالكاد كان يخترع الكلمات للرجل ليتركه يرحل!

لم يتذكر معظم ما تفوه به بالفعل...

اشار للمستشار لأن ينتظر قليلاً قبل أن يستدير ليري إيلا

التي شعر بخيبة حين رأي انها قد عادت لطبيعتها...كان يود العبث معها اكثر من ذلك...

"انتظريني دقائق سأضطر للذهاب لتحية أحدهم وسأعود سريعاً"

اومأت إيلا رأسها في فهم

"اوه...تذكرت! ستجدني عند طاوله الطعام بالخلف "

اسرعت بأخباره وقد أوجد هذا ضحكه أخرى علي فمه قبل ان يلتف ويرحل

كذلك باشرت إيلا ببدء خطتها

ما ان وصلت الي الطاولة حتي احتارت ما بين جميع الأصناف الموجودة لكن بالتأكيد...الكعك بالفراولة له الأولوية..

وضعت الكعكة في طبقها وكانت علي وشك الذهاب الي احد المقاعد لتتناولها في هدوء...حين اوقفها صوت احدهم

"المعذرة ايتها الأنسة الجميلة "

استدارت إيلا لتري شاباً ذو شعر أشقر وأعين خضراء لامعه..

وقف بحُله قد اظهرت ثرائه و وقاره...وعلي الرغم من أن الابتسامة التي احتلت وجهه جعلتها تظن أنه يعرفها مسبقاً

الا أن إيلا لم تذكر رؤيته من قبل...

وقبل ان تسأله اذا ما كان يقصدها حقاً ام أخطئها بشخص اخر...قاطعها هو بحديثه مرة أخرى

"أيمكنني...التحدث معك للحظات ؟ "